حاكم مصرف لبنان يحدد عدد المليارات التي يمكنها تحريك الاقتصاد

رياض سلامة: نحتاج إلى 15 مليار دولار؟

اعتبر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أن حصول لبنان على دعم يتراوح ما بين 12 و15 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، سيساعد في تحريك الاقتصاد واستعادة الثقة

ولفت سلامة في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، اليوم الثلاثاء، إلى أن حصتنا في صندوق النقد هي 4 مليارات ويمكن أن تأتي دول وتضيف عليها عبر صندوق النقد ويمكن أن تصل عادة إلى مبلغ يتراوح ما بين 12 و15 مليار دولار، وهذا المبلغ يساعد لبنان لينطلق مجدداً ويستعيد الثقة

رياض سلامة: هل يستقيل بعد شهرين؟

هل اتخذ القرار برحيل رياض سلامة؟

الأخبار

كتب حسن عليق: سقطت فكرة إجراء تغييرات إدارية وقضائية واسعة بعد تأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. لكن الأخير يؤكد أن حالة رياض سلامة مختلفة عن الآخرين، نظراً للانهيار والدعاوى القضائية التي تلاحق حاكم مصرف لبنان في بيروت وعدد من العواصم الأوروبية، ويجزم ميقاتي لمسؤولين رسميين وحزبيين، أن سلامة سيستقيل مطلع العام المقبل

رياض سلامة سيستقيل من منصبه مطلع العام المقبل، هذه العبارة يكررها أكثر من مسؤول رسمي وحزبي، نقلاً عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. لكن الأخير، عندما يسأل عنها من قبل إعلاميين، ينفيها، لا يريد ميقاتي تحمل مسؤؤولية ما قدمه لقوى شريكة في مجلس الوزراء الذي يرأسه. أما عندما بحث أمر سلامة على طاولة دولة الرئيس، فقد أكد أن القضايا التي يلاحق بها حاكم مصرف لبنان في سويسرا وعدد من الدول الأوروبية، هي قضايا جدية لا يمكن إقفالها بسهولة. وعقب انطلاق التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، لن يكون أمام سلامة سوى الاستقالة للخروج بأقل الأضرار الممكنة، بحسب ما ينقل عن رئيس الحكومة. الأخير يقدم مسألة استقالة سلامة كأمر متفق عليه بينه وبين الحاكم. وعلى رغم ان سياسيين ومسؤولين كثراً لا يثقون بقدرة ميقاتي على ضمان وصول هذه المسألة إلى خواتيمها، إلا أنهم يشيرون إلى أن الاستقالة باتت الخيار المحتم لحاكم المركزي، نظراً للانهيار المصرفي من جهة، والملفات القضائية المفتوحة بالجملة في وجهه من جهة أخرى

وأضاف عليق: تأكيدات ميقاتي لا يجري التعامل معها بصورة قطعية، فسلامة لا يزال يحظى بغطاء أميركي متين، يضاف إلى شبكة العلاقات الداخلية الواسعة التي تؤمن له الحماية الكافية لبقائه في منصبه من دون محاسبة

ففي التحقيق الذي يجرى مع سلامة، في قضية اختلاس أموال من المصرف المركزي، وتبييضها في لبنان وسويسرا ودول أوروبية، لا تزال المصارف اللبنانية تسنده وتتهرب من كشف المعلومات عن حساباته، بذريعة السرية المصرفية. أما سويسرا، التي سبقت القضاء اللبناني إلى ملاحقة سلامة وشقيقه رجا، في القضية نفسها، فتستمر بالامتناع عنن تلبية طلبات المساعدة التي ارسلها القضاء اللبناني لها، بحجة بطء الإجراءات القضائية لديها، وتحديداً وجوب إبلاغ المشتبه به وانتظار إدلائه برأيه بشأن أي طلب يرد من لبنان بشأنه

في مقابل سويسرا، تبدو الصورة في دول أوروبية عدة قاتمة بالنسبة للحاكم. منتصف الشهر الماضي، عقد في مدينة لاهاي الهولندية، اجتماع ضم ممثلي الادعاء العام في عدد من الدول، لتنسيق عملهم في مجال ملاحقة سلامة. وحمل الاجتماع الكثير من الإشارات إلى كون المدعين العامين في كل من فرنسا وهولندا وبلجيكاً واللوكسمبورغ وألمانيا وغيرها من الدول، جادون في جمع القدر الأكبر من الأدلة التي تسمح لهم بتحويل الحاكم من مشتبه فيه إلى مدعى عليه. وأكثرهم حماسة كان الوفد الفرنسي، وظهرت جدية بعض تلك الدول في ما قامت به اللوكسمبورغ، مثلاً، إذ منعت سلامة من إقفال حسابات مصرفية عائدة له، حاول سحب أمواله منها بصورة نهائية. لكن السلطات هناك لم تسمح له بتنفيذ ما يريد، وعوضاً عنه، قررت تجميد أمواله

هذا الأداء يضاعف من الضغوط على حاكم مصرف لبنان، وينقل عن ميقاتي قوله إن ما يجري في أوروبا هو أشبه بمحكمة دولية خاصة بمحاكمة رياض سلامة. ولأجل ذلك، لن يكون أمامه سوى الاستقالة، لكن ذلك يبقى رهناً ببقاء الحكومة على حالها، وعدم سقوطها ربطاً بالأزمة الراهنة