ضغط أميركي – فرنسي فرمل التسوية… وميقاتي أول الرابحين

سقوط التسوية: سلامة مقابل البيطار

جاء في صحيفة “الأخبار” اللبنانية: فرطت التسوية وعاد كل المعنيين إلى مواقعهم ترقباً لما ستفضي إليه تطورات الأيام المقبلة التي يتوقع أن تشهد تصاعد وتيرة التشنج بعد إخفاق المجلس الدستوري، أمس، في اتخاذ قرار في الطعن المقدم من تكتل لبنان القوي في التعديلات على قانون الانتخاب

أولى بوادر التشنج جاءت على لسان التيار الوطني الحر جبران باسيل، أمس، باعتبار ما حصل تم بقرار سياسي واضح من منظومة متحالفة مع بعضها، وعلى رأسها في المجلس الدستوري اليوم كان الثنائي الشيعي، وها ما ستكون له نتائج سياسية

سقوط التسوية في مقايضة ملف الانتخابات بعودة عمل الحكومة، بعد كف يد المحقق العدلي طارق البيطار عن التحقيق مع النواب والوزراء، كان متوقعاً قبل ليل أول من أمس، استناداً إلى معطيات ومعلومات، منها الخروج العاصف لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي من عين التينة إثر لقائه برئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد اجتماع تخلله كلام حاد

بعد اللقاء، تواصلت المشاورات، واستقبل ميقاتي موفداً من عين التينة، ثم النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمن العام لحزب الله الحاج حسين الخليل. في اللقاءين كرر رئيس الحكومة رفضه الانخراط في التسوية، والأمور يجب أن تحل في مجلس النواب، فيصار إلى دعوة الهيئة العامة لعقد جلسة يصوت فيها النواب على صلاحية المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء

رفض ميقاتي لم يكن من باب التمسك بمبدأ فصل السلطات، بل في سياق ضرب عصفورين بحجر واحد: التسويق لنفسه باعتباره الوحيد الحريص على صلاحيات رئاسة الحكومة وعلى التحقيقات، والانصياع لضغوط أميركية وفرنسية. فقبل الاجتماع بالخليلين التقى ميقاتي بحسب ما علمت الأخبار، دبلوماسيين أميركيين أكد أمامهم أنه لن يسمح بالمس بالقضاء ولا بتمرير التسوية على حساب المحقق العدلي ومن يرعاه، وأنه لوح بالاستقالة في حال تعرضه للضغط، وقد سمع من هؤلاء ثناء على موقفه، ولكن مع نصيحة بعدم تكبير الحجر، وصولاً إلى الاستقالة

وهو تواصل أيضاً مع الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة للتأكيد على أنه كان حجر عثرة أمام التسوية ولم يسمح بالتدخل في القضاء أو الاقتراب من قضاة محسوبين على المستقبل. على أن عصفوراً ثالثاً غنمه ميقاتي من موقفه هذا، وهو عدم عودة الحكومة إلى الانعقاد تهرباً من وعود سبق أن قطعها لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وعلى رأسها تطيير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة

وقد أكدت مصادر مطلعة أن بند إقالة سلامة كان سيكون على رأس جدول أعمال الجلسة التي تلي جلسة البت بملف التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت. وهو ما أشار إليه باسيل بالقول إن رئيس الحكومة لا يظهر استعجالاً أو ضرورة لاجتماع الحكومة، واصفاً ما جرى في عين التينة بالمسرحية… ونعرف بعضنا جيداً

موقف ميقاتي دفع الرئيس بري إلى التراجع عن تقديم هدايا مجانية من دون الحصول على ضمانات، وبين رفض ميقاتي عقد جلسة حكومية ورفض باسيل تأمين الغطاء في مجلس النواب، سحب بري التزامه بتمرير الطعون في المجلس الدستوري، فحصل ما حصل

باسيل أكد عقب اجتماع تكتله أن ما حدث لن يمر دون انعكاسات سياسية، وهذا نعتبره حلفاً رباعياً في وجهنا لن نسكت عنه ولن نقبل به، ولن نقبل المس بحقوقنا وتمثيلنا وبصلاحيات رئيس الجمهورية بقرار سياسي وبتغطية من مؤسسة دستورية أو قضائية. ووصف أي كلام عن مقايضة بأنه كذب مرفوض. نحن نسعى إلى إيجاد حل وليس مقايضة، والدليل أنني تلقيت عرضاً قبل صدور قرار المجلس الدستوري بوقت قليل، وقيل لي اقبل بالتصويت في مجلس النواب وليس فقط بالحضور، وسيصدر الطعن لمصلحتكم

%d مدونون معجبون بهذه: