صحيفة “الغارديان”: تراجع حدة اللهجة السعودية تجاه لبنان بعد إطلاق سراح مشتبه بقتل خاشقجي

صحيفة الغارديان: اللهجة السعودية تجاه لبنان خفت

كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن اللهجة السعودية تجاه لبنان خفت بعد إطلاق فرنسا سراح الرجل الذي اعتقلته بشبهة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي

وذكرت الصحيفة أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، استقبل في وقت سابق من الشهر الحالي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جدة، وهو أول زعيم غربي يزور المملكة منذ مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول في تشرين الأول 2018

وكشفت أنه في المقابل، أصر ماكرون على أن يتلقى الزعيم السعودي اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، مما قد يفتح الطريق أمام الرياض لإرسال مساعدات إلى الدولة المفلسة، مشيرة إلى أنه: في الأيام التي أعقبت إطلاق فرنسا سراح الرجل الذي اعتقلته، خفت حدة اللهجة التي يستخدمها المسؤولون السعوديون والخليجيون تجاه لبنان إلى حد كبير

وكشف مصدر على صلة بالمخابرات السعودية، للصحيفة البريطانية، أن لا ما يقل عن ثلاثة أعضاء من فرقة الاغتيال السعودية الذين أدانتهم الرياض بقتل خاشقجي، يعيشون ويعملون داخل مجمع أمني من فئة سبع نجوم تديره الحكومة السعودية في الرياض، مشيراً إلى أن المصدر تحدث مع شاهدين زعما أنهما شاهدا القتلة المدانين الذين يقيمون في فيلات ومبان يديرها أمن الدولة السعودي

وتأتي هذه المعلومات مع استمرار الغموض الذي يحيط بهوية الرجل الذي اعتقلته الشرطة الفرنسية هذا الشهر، والذي تم تحديده في البداية على أنه عضو في فريق ثانوي من قتلة خاشقجي، وقد قبض على خالد العتيبي في مطار شارل ديغول في 7 ديسمبر بناء على مذكرة توقيف صادرة عن تركيا

وقالت الشرطة الفرنسية في وقت لاحق إن الاعتقال كان ناجماً عن خطأ في تحديد الهوية، وأكد المصدر للغارديان أن المسؤولين الأتراك أبلغوا عن مخاوفهم، خصوصاً أن البيانات التي قدموها إلى الإنتربول تتطابق مع ما أرسلته الشرطة الفرنسية إليهم في البداية

ماكرون: السعودية ستعود لتلعب دوراً اقتصادياً في لبنان

عودة المملكة العربيية السعودية إلى لبنان

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب انتهاء زيارته إلى المملكة العربية السعودية، أنه حصل على تعهد من المملكة العربية السعودية، بأنها ستلعب دوراً اقتصادياً في لبنان عندما تنفذ الحكومة اللبنانية الإصلاحات المطلوبة

وأضاف: نريد بذل كل الجهود لكي يتم إعادة فتح الاقتصاد والتبادلات التجارية لصالح لبنان، وسأجري غداً اتصالاً هاتفياً بالرئيس عون

وتابع: تطرقت مع ولي العهد السعودي للملف اللبناني واتصلنا برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وقلنا له إن فرنسا والسعودية تريدان دعم الشعب اللبناني

وأضاف ماكرون: أبلغنا الأمير محمد بن سلمان بأنه تم الأخذ بعين الاعتبار مطالب السعودية المتعلقة بتهريب المخدرات من لبنان وموضوع استقالة وزير الإعلام اللبناني

هل هناك تمايز إماراتي – سعودي في لبنان؟

السعودية تسعى لتنفيذ القرار 1559 ونزع سلاح حزب الله

الأخبار

كتبت ميسم رزق: رغم مجاراتها في بعض الإجراءات على خلفية “أزمة القرداحي”، إلا أن الإمارات لا تزال تضمر سياسة متمايزة عن سياسة السعودية في لبنان، دافعها الأهم هو العامل الاقتصادي، لذا تتصرف بأسلوب يصفه البعض بالواقعي، بينما تذهب الرياض أكثر إلى التشدد ما يجعل التعويل على الدور المصري وزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مبالغاً فيها

يعود زوار السعودية بانطباعات مختلفة تماماً عما بدأ يتردد أخيراً عن بداية تحول في موقف الرياض من الأزمة الأخيرة، الجميع ينتظرون زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرياض بداية الشهر المقبل، ويراقب آخرون تحركات واجتماعات غير علنية تجرى في القاهرة، مع تداول معلومات عن أن العاصمة المصرية تقترب من فتح كوة في الجدار السعودي – اللبناني، وأن المملكة ستستفيد منها لتخفيف حجم التصعيد الذي استوجبه افتعال الأزمة مع لبنان

وتردد أيضاً أن الرياض ستبدأ بالتراجع عن بعض الإجراءات التي اتخذتها، لا سيما الاقتصادية منها، ولعل هذا الاطمئنان مصدره رهان على خرق فرنسي، لكنه رهان لا يبدو واقعياً بحسب شخصيات على تواصل مع المسؤولين السعوديين الذين يتحدثون عن مشكلة أولى بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وماكرون نفسه، وهي مشكلة تحتاج إلى علاج قبل أن يتحول ماكرون إلى وسيط بين السعودية ولبنان

التسريبات الواردة من الرياض تفيد بأن الموقف السعودي لم يتبدل، ونقل عن مسؤولين فرنسيين زاروا العاصمة السعودية تحضيراً لزيارة ماكرون، أنهم فوجئوا برفض سعودي مطلق للبحث في الملف اللبناني، وتوافرت معلومات لدى جهات لبنانية على اتصال بالسعوديين تؤكد أن العنوان المقبل للسياسة السعودية هو القرار 1559 والتركيز على نزع سلاح حزب الله

أما أصدقاء مصر في لبنان، فيتحدثون عن سعي القاهرة للقيام بدور لا تملك ثمنه، ولا يتوقع أن ترفض الرياض مبدأ الوساطة، لكنها ستسأل عن الضمانات. وعليه، يؤكد هؤلاء ومعهم العارفون بأحوال المملكة أنها ستزيد من تشددها. لكن الدور المصري يبقى أساسياً في ظل عدم قدرة العواصم الخليجية على القيام بأي دور من شأنه إغضاب الرياض، وعدم وجود حماسة أميركية لمبارزة ابن سلمان من بوابة الملف اللبناني. لكن الأمر يظل رهن ما يحققه الأميركيون في تواصلهم مع السعوديين لتتمكن مصر من الدخول مباشرة إلى الملف

من يؤكد على استمرار تشدد الموقف السعودي، يعزو ذلك إلى مؤشرات عدة بينها

أولاً: فشل المحاولات السعودية في الأشهر الماضية في فرض وقائع ميدانية في اليمن تعطيها حصة من التسوية في المنطقة. وبالتالي، فإنها لن تبيع الورقة اللبنانية بأبخس الأثمان

ثانياً: أصبح السعوديون أكثر توتراً بعد الموقف اللبناني من التصعيد الخليجي. إذ لم تتوقع الرياض تعاملاً لبنانياً متماسكاً. صحيح أن هذا الموقف حمل حرصاً على العلاقة مع دول الخليج، لكنه بقي حازماً. وبالتالي، فإن تلمس السعوديين فقدانهم جزءاً من هيبتهم على الساحة اللبنانية يشعرهم بأن عليهم التشدد أكثر

ثالثاً: وهو العنصر الجديد المتعلق بما يطلق عليه اليوم “التمايز الإماراتي”، إذ يبدو للجميع أن هناك اختلافات بين أبوظبي والرياض حول ملفات شائكة مثل اليمن وسوريا. صحيح أن الإمارات لن تدخل في مواجهة مع السعودية، وهي تقف إلى جانبها في الموقف من الأزمة اللبنانية، إلا أن ذلك لا يخفي أن للإمارات مشروعاً مختلفاً، حيث تظهر واقعية تعكس فشل رهاناتها السابقة، وهي تحاول فتح صفحة جديدة، سواء مع سوريا وإيران، فضل عن تركيا التي تقاطعت مصالحها مع استئناف العلاقات مع الإمارات برغم الخلاف الكبير بين الجانبين حول الإخوان المسلمين

وتتجه الإمارات لإطلاق استثمارات في تركيا وتوقيع اتفاقيات في عدة مجالات. أضف إلى ذلك، الانزعاج شبه العلني من جانب الرياض بانفراد الإمارات الدخول في مشروع الماء مقابل الكهرباء مع الأردن وإسرائيل، بشكل أثار حفيظة الرياض التي أعلنت قبل شهر من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر

يرى مقربون من أبوظبي أن الإمارات تريد أن يكون لبنان من ضمن سلة التفاهمات الجاري العمل عليها. وإذا كانت قد اتخذت بعض الإجراءات تضامناً مع المملكة، فإن إجراءاتها بقيت مقبولة بالنسبة إلى دول خليجية أخرى كالكويت

ويقول هؤلاء إن الإمارات سايرت السعودية في ما خص الرئيس سعد الحريري، لكن المصالح الإماراتية في لبنان تستدعي منهم عدم الذهاب بعيداً في معاداة لبنان، فأهم دافع لدخول الإمارات على الساحة اللبنانية هو الدافع الاقتصادي، وهي تعلم أن مشاريعها تحتاج إلى ترتيب الجو المؤائي، ولا سيما إن كانت تتعلق بقطاع الغاز والنفط، مع ما يحكى عن إمكانية دخول شركات إماراتية على الخط ربطاً بملف ترسيم الحدود البحرية جنوباً مع فلسطين المحتلة. هذا الأمر قد يؤدي إلى ردة فعل سعودية تدوزن الحركة الإماراتية، ففي حالة التصعيد لن يكون بمقدور الإمارات المجازفة بتعريض علاقتها مع المملكة للخطر

باسيل يطلب من جورج قرداحي الاستقالة

جبران باسيل: تحميلنا موقف حزب الله يفاقم المشكلة

دعا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل دول الخليج إلى بدء حوار مع لبنان، معرباً عن تعويله على ما يمكن أن تقوم به دولة الكويت

وفي مقابلة مع صحيفة “القبس” الكويتية، حذر باسيل من أن رفض دول الخليج الحوار مع لبنان، قد يدفعه باتجاهات لا أحد يريدها، بحيث نجد أنفسنا في محور آخر، بينما نحن نريد أن يبقى التعاون قائماً لما فيه مصلحة لبنان والخليج من دون أن يعني ذلك قطع علاقاتنا مع إيران

واعتبر باسيل أن استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي تسحب الذريعة من السعودية، لافتاً إلى أن استقالته لا تعني رضوخاً لإملاءات إذا كان يسهم بتحسين العلاقة ويوظّف لمصلحة لبنان

وتساءل باسيل: هل ترضى السعودية بالتحييد أم تطلب منا الذهاب أبعد من ذلك؟ ولماذا يتم الدمج بين موقف حزب الله وموقف لبنان الرسمي؟

واعتبر أن “تحميلنا كلبنانيين موقف حزب لبناني يفاقم المشكلة”، وشدد على أن الفصل بين موقف لبنان الرسمي وموقف حزب الله ضروري

وأشار إلى أنه يتفق مع حزب الله في حربه ضد العدو الإسرائيلي والإرهاب، ويختلف معه في مواضيع أخرى لا تتوافق مع مصلحة لبنان

تركيا وقطر تحاولان سدّ الفراغ في لبنان

هل تأخذ تركيا وقطر مكان السعودية في لبنان؟

الديار

كتبت بولا مراد: يبدو أن المسؤولين اللبنانيين يتجهزون للتعايش مع واقع “القطيعة الخليجية” للبنان أقله حتى موعد الانتخابات المقبلة، ما سيجعلهم يلجأون إلى ملاقاة أي يد ممدودة لإغاثة لبنان

وبدا لافتاً الإعلان عن زيارة يقوم بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قريباً إلى قطر، فرغم وضع مصادر قريبة من عون في حديت ل”الديار” الزيارة في خانة تلبية دعوة أمير الدولة للمشاركة في افتتاح بطولة كأس العرب، إلا أن توقيت الزيارة يترك أكثر من علامة استفهام خاصة أن الرئيس عون لم يقم طوال فترة ولايته إلا بزيارات معدودة إلى الخارج نظراً إلى سنه ووضعه الصحي

ووضعت مصادر مطلعة على الحراك الحاصل في لبنان وعلى جولة وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو على المسؤولين اللبنانيين، ما يحصل في خانة سعي قطر وتركيا لسد الفراغ الذي تتركه الدول العربية في لبنان من خلال مد يد التعاون

وقالت المصادر لـ”الديار”: يبدو أن الطرفين اللبناني من جهة والقطري والتركي من جهة أخرى يدسّان النبض السعودي، وما إذا كان أي انفتاح وتعاون قد يؤدي لغضب سعودي إضافي

وأعلن أوغلو صراحة أمس توجيه دعوة إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لزيارة تركيا ودعم تركيا للاقتصاد اللبناني واستعدادها للتدخل في رأب الصدع بين بيروت والخليج، وأبلغ رئيس الجمهورية الوزير أوغلو أن لبنان يرحب بأي مساعدة يمكن أن تقدمها تركيا لتسهيل عودة النازحين السوريين إلى ديارهم التي أصبحت بغالبيتها آمنة، لا سيما لجهة الضغط على المجتمع الدولي لكي يقدم المساعدات للنازحين داخل سوريا تشجيعاً للعودة

وأيّد الرئيس عون تنسيق الجهود الإقليمية في سبيل ذلك مع تركيا والأردن والعراق، وأكد الرغبة في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة، خصوصاً زيادة نسبة استيراد تركيا للمنتجات اللبنانية، لا سيما وأن الميزان التجاري يميل حالياً لصالح تركيا

مركز أبحاث إسرائيلي: السعودية تخدم حزب الله

دراسة إسرائيلية: السعودية تخدم إيران وحزب الله في لبنان

دخلت إسرائيل على خط الأزمة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية ولبنان، على خلفية تصريحات وزير الإعلام، ووفقاً لدراسة صدرت عن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، فإن الأزمة بين المملكة العربية السعودية ودول الخليج ولبنان خطيرة جداً، لأن البلد يتهاوى

وحذرت الدراسة من تداعيات الأزمة السلبية على الواقع اللبناني ووصفت الخطوة السعودية بالمتهورة التي تخدم حزب الله فقط، وكشفت أن السعودية استغلت تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي لافتتعال الأزمة بهدف ضرب حزب الله وحكومة نجيب ميقاتي لأنها تعتبرها حكومة حزب الله

كما حذر مركز الأبحاث الإسرائيلي من أنه إذا لم يتم حل الأزمة الحالية، فإنها ستوجه ضربة قاسية للبنان لأن الاقتصاد اللبناني يمر في أزمة خانقة، مشيراً إلى أن استمرار الضغط سيؤدي حتماً إلى فشل الحكومة وانهيارها

وأكدت الدراسة الإسرائيلية أن حزب الله لن يقبل باستقالة وزير الإعلام، ومن المشكوك فيه أن تؤدي استقالته إلى نهاية الأزمة الحالية

وأشارت الدراسة إلى أن استمرار الأزمة سيدفع لبنان إلى أحضان حزب الله وإيران، وهذا الأمر، يتعارض مع المصالح الإسرائيلية ومصالح الدول الغربية

واعتبر كاتب الدراسة بأن السعودية راهنت رهاناً خطيراً جداً عندما لجأت إلى استخدام آخر سلاح بأيديها، أي الاقتصاد اللبناني، وذلك بعد أن فشلت جميع محاولات السابقة في تعزيز سيطرتها وتأثيرها على المعسكر السني في لبنان

وطالبت الدراسة الدول الغربية، لا سيما فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، العمل فوراً في مواجهة دول الخليج من أجل حل الأزمة، بهدف إضعاف حزب الله دون المس بالدولة اللبنانية، لأن استمرار الأزمة، يتنافى مع المصالح الغربية ويصب في مصلحة إيران وزيادة تدخلها في منطقة الشرق الأوسط

جنبلاط يستدير نحو الرياض

هل ينضم جنبلاط إلى حلف القوات والمستقبل

الديار

كتبت صونيا رزق: لطالما رافقه سؤال “إلى أين” في معظم مواقفه وتصريحاته، فكانت تلك العبارة الشهيرة تختصر الدرب الذي يستعد للسير عليه، طارحاً الأسئلة حول مصير لبنان، فكان جوابه الدائم “البنان إلى المجهول”، وإلى ما لا تحمد عقباه، لأنه كان دائماً خائفاً وحاملاً للهواجس التي رافقت لبنان على مدى عقود من الزمن

إنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، صاحب التقلبات السياسية الدائمة، التي تميز بها ورافقت مسيرته فقفز خلالها من جهة إلى أخرى، من أقصى اليمين لفترة، ليعود إلى أقصى اليسار لفترة أطول، مستعيناً بكلمات الماضي الأليم كالانعزالية والإمبريالية، التي رافقت تصريحاته على مدى عقود سياسية

لكن هذه المرة حط جنبلاط في مكان آخر، هو الوجهة الخليجية، على أثر الأزمة التي تستجد كل فترة خصوصاً مع السعودية، وتتبعها ب1لك دول الخليج، فأتت مواقفه النارية ضد حزب الله وإيران، لتفاجئ الجميع لأنه لطالما وقف على مسافة مع الحزب، وإن في بعض الأحيان أطلق السهام في اتجاهه، لكن بطريفة خفية غير ظاهرة، لأنه يريد حفظ خط الرجعة مع حارة حريك، فيما هذه المرة فاجأ المقربين منه قبل المبعدين، خصوصاً أنه التزم ما يشبه الصمت في مطلع الأزمة الخليجية مع لبنان، مفضلاً اختيار الحياد والترقب، لأن الأزمة كبيرة وسبل حلها تصعب يوماً بعد يوم، ولربما من هذا المنطلق أراد جنبلاط التذكير بخطورة ما يحصل، لكن كان عليه القيام بالوساطة والتروي والهدوء، وليس المساهمة في استفحال الأزمة، لأن الروايات بدأت تنتشر بأن الرياض طلبت منه القيام بهذه الخطوة النارية، والانضمام إإلى الخط المقرب من السعودية، وإعلان المواقف الداعمة لها في العلين، والرافضة لأي خلاف معها، على غرار تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية

إلى ذلك، تنفي مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي، بأن تكون السعودية قد أملت على زعيم المختارة ما يجب أن يقوله كما يشيع البعض، لأنه انطلق من المخاوف والهواجس التي قد تلاحق المغتربين في دول الخليج، ولذا أعلن موقفه بهذه الصراحة لأنه لا يريد أن يدفع المغتربون الثمن الباهظ

في غضون ذلك، تشير مصادر سياسية متابعة لما يجري على صعيد الأزمة السعودية مع لبنان، إلى أن هجوم جنبلاط لم يأت من عدم، فهو أطلق العنان له، بعد إعلانه عن نفاد صبره تجاه حزب الله بالقول: لقد صبرت عليه كثيراً، أي أن القلوب مليانة ولم يعد يستطيع السكوت، بعد ارتفاع أصوات المقربين من الرياض والخليج من حوله، إلى مطالبته بضرورة اتخاذ خطوات تحمي اللبنانيين العاملين هناك، لأنه يتلقى عشرات الاتصالات يومياً منهم، ومن أهاليهم الموجودين في لبنان، الذي ينقلون هواجسهم من عودة أبنائهم إلى البطالة، في حال تم الاستغناء عن خدماتهم، فيما تبقى دول الخليج المتنفس الوحيد لهم، والتي فتحت أبوابها لهم في ظل الانهيارات التي تتوالى على بلدهم

وتنقل هذه المصادر ان جنبلاط لا يريد العداء مع أحد، لأنه سبق أن أعلن أنه ليس مع محور ضد آخر، وبالتالي ليس في نيته فتح جبهة ضد أي فريق، وقد سبق أن التقى شخصية مقربة من السفارة السعودية في لبنان، طلبت منه تشكيل جبهة إسلامية مسيحية ضد حزب الله وإيران، لكنه رفض، مفضلاً تغليب لغة الحوار، لكن وعلى ما يبدو لم تعد لغة الحوار فاعلة، مع إعلان الوزير قرداحي الرفض المطلق للاعتذار والاستقالة، وذلك بدعم من حزب الله، فكانت عبارة من جنبلاط اعتبر فيها أن حزب الله خرب بيوت اللبنانيين في الخليج، والتي أزعجت الحزب كثيراً بحسب ما لفتت المصادر، إضافة إلى رده على كلام نائب الأمين العام للحزب، الذي وصف جنبلاط كلامه بغير المسؤول والمدمر، لكن حزب الله فضل التزام الصمت حيال تصريح جنبلاط، لأنه يعرف بأن الزعيم الاشتراكي سيعود ويستدير في اتجاهه بعد أيام قليلة

وختمت المصادر المذكورة بسؤال حول إمكانية انضمام الحزب الاشتراكي علناً إلى القوات اللبنانية وتيار المستقبل في مواقفهما الداعمة للسعودية؟ أي أن تتشكل لاحقاً تلك الجبهة الإسلامية المسيحية، فتعاود جمع الحلفاء السابقين

ماذا غرّد وئام وهاب عن اللبنانيين في الخليج

وهاب: الدول ليست عصابات

كشف رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في تغريدة عبر حسابه على تويتر انه يتم تداول لوائح بين اللبنانيين بأن دول الخليج أعدت لوائح اسمية لطرد اصحابها من اعمالهم

وتابع: الدول ليست عصابات لتفعل ذلك. هذه فبركات لبنانية ولا اعتقد هناك أي خطر على أي إنسان يلتزم قوانين هذه الدول

مفتاح الحل مع السعودية بيد حزب الله

هل حل الأزمة بين لبنان والسعودية بيد حزب الله؟

الجمهورية

كتبت راكيل عتيق: على رغم عدم رشوح أي مطالب سعودية أو خليجية ورسمية من لبنان للتراجع عن قطع العلاقات الدبلوماسية معه والقرارات الأخرى التي اتخذتها هذه الدول تجاهه أخيراً، يدل إصرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على دعوة وزير الإعلام جورج قرداحي إلى تحكيم ضميره وتغليب المصلحة الوطنية على الشعارات الشعبوية، بما يعني تقديم استقالته، إلى أن هذه الخطوة أساسية في طريق معالجة الأزمة مع بعض دول الخليج، ولا سيما السعودية

حتى الآن، لا تلقى دعوة ميقاتي هذه لدى قرداحي آذاناً صاغية، لا سيما أنه يربط استقالته بضمان مسبق لاتجاه السعودية إلى حلحلة الأزمة بعدها. كذلك أتى الرد من حزب الله على ميقاتي سريعاً، فبعد كلام رئيس الحكومة أمس الأول، سارعت كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها، إلى تحميل السعودية مسؤولية افتعال الازمة الأخيرة مع لبنان، ودانت الإملاءات الخارجية حول خطوات عمل الحكومة، إزاء هذه المسألة، بما يعني عدم قبول الحزب باستقالة قرداحي أو إقالته، تماماً كما كان أعلن نائب الأمين العام لحزب الله، والذي ذهب في اتجاه تصعيدي، فكال الاتهامات للسعودية وطالبها بالتراجع عن عدوانها والاعتذار

لكن على رغم هذه المواقف ومرور 10 أيام على الأزمة مع السعودية، ما زالت استقالة قرداحي سارية الصلاحية مدخلاً لحلحلة هذه الأزمة. وفي حين يعتبر الفريق الداعم له، وفي مقدمه حزب الله أن الأزمة الأخيرة مع السعودية ناشئة ظاهرياً من كلام قرداحي، وأبعد من تصريحه وأقرب إلى الجغرافيا السعودية، ومرتبطة تحديداً باليمن وما يجري في مأرب، تعتبر أوساط عدة مطلعة أن استقالة قرداحي ضرورية لكي توقف المزاد العلني بين المسؤولين في لبنان وخارجه بالمواقف والعنتريات، وإذ ترى أن هذه الاستقالة وحدها لا تحل الأزمة، تعتبر أنها مقدمة وفتح لباب التواصل بين لبنان والسعودية بنية جيدة

كذلك توضح مصادر دبلوماسية لبنانية مطلعة أن تصريح قرداحي ومواقفه معروفة منذ ما قبل توليه الوزارة، وأن الأزمة مع السعودية ليست وليدة اللحظة بل نتيجة تراكمات، ولقد أعلن وزير الخارجية السعودي ذلك بكل وضوح. وقد يكون السعوديون يريدون أمراً معيناً وكبروا الحجر لكي يصلوا إليه، وهو غير معروف حتى الآن، فلا حوار مباشراً ولا وساطة معهم بعد. لكن بمعزل عن ذلك، وقعنا في الأزمة والتنفيسة الأولى لها هي استقالة قرداحي، خصوصاً أنه بدلاً من حصولها حصل العكس، فالذين يدعمون قرداحي بدلاً من أن يمتصوا الغضب الخليجي باستقالته يعمدون إلى رفع السقف، وبالتالي إن استقالته لا تحل الأزمة لكنها مبادرة حسن نية لتنفيس هذا الزخم والتخفيف من التشنج والتمهيد لوساطة مع السعودية للبحث في المطلوب من لبنان

لذلك على قرداحي أن يستقيل اليوم قبل الغد، بالنسبة إلى هذه المصادر، وبعدها نرى ماذا يمكن أن نفعل من خلال وساطة، خصوصاً أنه لا يمكن تسخيف تصريحه كما هو حاصل اليوم. كذلك إن السؤال مطروح لدى السعودية عن الغاية من الإتيان بقرداحي وزيراً على رغم معرفة موقفه وموقعه، ولا يمكن فتح أي حوار أو توسط دولي معها في هذا الإطار، من دون مبادرة لبنانية أولاً

لذلك إن كلمة من حزب الله لاستقالة قرداحي أو إقالته، كفيلة بكسر التشنج، أو أقله تظهر أن لبنان قام بما عليه، ما يسهل مهمة أي وسيط ويجعل الكرة في ملعب السعودية

وفي حين أن هناك خطاً أحمر دولياً على سقوط الحكومة، وكانت رسالة واشنطن واضحة في هذا الإطار عبر وزير الخارجية الأميركي الذي أكد خلال لقائه ميقاتي على هامش مؤتمر المناخ الدولي، أن بلاده تدعم استمرار جهود الحكومة، تؤكد المصادرر الدبلوماسية أن استمرار الحكومة يريده الجميع، الأميركيون والفرنسيون والأوروبيون والفاتيكان والشرق الغرب، واي من هذه الجهات لا يريد سقوطها، فهي ليست موضوع الأزمة ولا استقالتها تحلها، بل تترك البلد إلى المجهول الذي لا يريده أحد، إضافة إلى أن المجتمع الدولي والأميركيين تحديداً ينتظرون موعد الانتخابات ويريدون لهذه الحكومة التي ولدت بعد مخاض عسير أن تديرها، على رغم ظهور التسييس الكامل في الحكومة كأن شيئاً لم يحصل منذ عام 2019، فغالبية الوزراء متمرسون سياسياً ولا يختلفون عن أي وزير في الحكومات السابقة المتعاقبة، فالوزراء الشيع بإيعاز من حركة أمل وحزب الله أوقفوا جلسات مجلس الوزراء وقرداحي قراره مرتبط بكلمة رئيس تيار المردة وحلفائه، وفضحت الردود والردود المضادة بين عدد من الوزراء على إثر الأزمة مع الخليج الاصطفافات السياسية المعهودة

على رغم ذلك، ولأن استقالة الحكومة لا تعني أن البديل المثالي جاهز، بل العكس تماماً، يتمسك الغرب بهذه الحكومة، والمطلوب منها أقله إمرار التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومعالجة ملف الطاقة وصولاً إلى الانتخابات، ويأتي هذا التمسك بالحكومة أيضاً انطلاقاً من أن الخارج لا يريد الفوضى أو أي اشتباك عسكري في لبنان. لكن هذا لا يعني أن سيموت من الجوع إذا جاع اللبنانيون. وبالتالي، لا يكفي التعويل على الخارج، وانتظار زيارة من هنا أو لقاء دولي من هناك، خصوصاً أن الأزمات تتناسل في لبنان في وقت قليل وبسرعة دراماتيكية، فواجهت هذه الحكومة في 10 أيام وليس خلال 10 سنوات أزمات حادة لا مشكلات فقط

وبالتالي إن الدول، وتحديداً منها الغربية، مش عم تلحق على المصائب في لبنان، بحسب المصادر إياها، ولا يمكنها المساعدة في كل شيء. وعلى سبيل المثال، حاولت باريس وواشنطن حض السعودية على دعم لبنان، قبل الأزمة الأخيرة، ولم تفلحا. وبالتالي، كيف يمكن الآن ومن دون أي مبادرة وقرار من لبنان حل الأزمة مع السعودية

الحكومة أمام ثلاث سيناريوهات

ثلاث سيناريوهات تتحكم بمصير الحكومة

الجمهورية

استبعدت مصادر مسؤولة لـ”الجمهورية” عقد جلسة لمجلس الوزراء في المدى المنظور، واشارت إلى أن سببين جوهريين يمنعان الحكومة من الانعقاد، قضية المحقق العدلي وتصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي. وإذ أشارت إلىى أن حركة اتصالات مكثفة جرت في الساعات الأخيرة سعياً لبلوغ مخرج ولكن من دون أن تحقق أي إيجابيات

وقللت المصادر عينها من احتمال عقد جلسة للبحث في إقالة الوزير قرداحي، لافتة إلى رفض قاطع من قبل حزب الله تحديداً اللجوء إلى هذا الخيار، مشيرة إلى أن هذا الأمر قد يفتح على مشكل كبير، ليس على مستوى الحكومة، بل على مستوى المشهد السياسي العام

وكشفت المصادر عن سيناريوهات عديدة يجري التداول فيها بين المستويات السياسية، وتتقاطع عند نقطة جوهرية، وهي أن ارتدادات القطيعة السعودية والخليجية مع لبنان شديدة الصعوبة عليه اقتصادياً ومالياً، وخصوصاً في ظل الحديث عن دفعات متتالية من الإجراءات القاسية. وأمام السيناريوهات فهي

الأول، أن يستجيب وزير الإعلام لتمنيات رئيس الحكومة ويبادر إلى تقديم استقالته. إذ أن من شأن ذلك أن يجعل رئيس الحكومة يتنفس الصعداء، ويسهل مهمته الصعبة في إعادة ترتيب العلاقات اللبنانية مع السعودية ودول الخليج

الثاني، أن يتمسك وزير الإعلام بموقفه الرافض للاستقالة، وأن يكون كبش فداء مجانياً في هذه الأزمة، ما قد يكون سبباً لدفع رئيس الحكومة إلى الاستقالة، مع أن هذا الاحتمال ضعيف حتى الآن، وخصوصاً في ظل الانصائح الدولية التي أسديت بتجنب اللجوء إلى هذا الخيار

الثالث، إبقاء الحال على ما هو عليه، من عض للأصابع في انتظار من يصرخ أولاً. والأكيد في هذا السياق، أن لبنان سيكون الخاسر، إذ أنه بدأ الصراخ من الآن، ولا يحتمل أي إجراءات تصعب أزمته الخانقة أكثر فأكثر

وأبلغت مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية إلى “الجمهورية” قولها، إن تواصلاً حصل بين مسؤولين فرنسيين وسعوديين حول لبنان، أعقب تواصلاً مباشراً بين الأميركيين والسعوديين، ولكن من دون أن يفضي ذلك إلى تليين في الموقف السعودي

%d مدونون معجبون بهذه: