هل ينضم جنبلاط إلى حلف القوات والمستقبل
الديار
كتبت صونيا رزق: لطالما رافقه سؤال “إلى أين” في معظم مواقفه وتصريحاته، فكانت تلك العبارة الشهيرة تختصر الدرب الذي يستعد للسير عليه، طارحاً الأسئلة حول مصير لبنان، فكان جوابه الدائم “البنان إلى المجهول”، وإلى ما لا تحمد عقباه، لأنه كان دائماً خائفاً وحاملاً للهواجس التي رافقت لبنان على مدى عقود من الزمن
إنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، صاحب التقلبات السياسية الدائمة، التي تميز بها ورافقت مسيرته فقفز خلالها من جهة إلى أخرى، من أقصى اليمين لفترة، ليعود إلى أقصى اليسار لفترة أطول، مستعيناً بكلمات الماضي الأليم كالانعزالية والإمبريالية، التي رافقت تصريحاته على مدى عقود سياسية
لكن هذه المرة حط جنبلاط في مكان آخر، هو الوجهة الخليجية، على أثر الأزمة التي تستجد كل فترة خصوصاً مع السعودية، وتتبعها ب1لك دول الخليج، فأتت مواقفه النارية ضد حزب الله وإيران، لتفاجئ الجميع لأنه لطالما وقف على مسافة مع الحزب، وإن في بعض الأحيان أطلق السهام في اتجاهه، لكن بطريفة خفية غير ظاهرة، لأنه يريد حفظ خط الرجعة مع حارة حريك، فيما هذه المرة فاجأ المقربين منه قبل المبعدين، خصوصاً أنه التزم ما يشبه الصمت في مطلع الأزمة الخليجية مع لبنان، مفضلاً اختيار الحياد والترقب، لأن الأزمة كبيرة وسبل حلها تصعب يوماً بعد يوم، ولربما من هذا المنطلق أراد جنبلاط التذكير بخطورة ما يحصل، لكن كان عليه القيام بالوساطة والتروي والهدوء، وليس المساهمة في استفحال الأزمة، لأن الروايات بدأت تنتشر بأن الرياض طلبت منه القيام بهذه الخطوة النارية، والانضمام إإلى الخط المقرب من السعودية، وإعلان المواقف الداعمة لها في العلين، والرافضة لأي خلاف معها، على غرار تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية
إلى ذلك، تنفي مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي، بأن تكون السعودية قد أملت على زعيم المختارة ما يجب أن يقوله كما يشيع البعض، لأنه انطلق من المخاوف والهواجس التي قد تلاحق المغتربين في دول الخليج، ولذا أعلن موقفه بهذه الصراحة لأنه لا يريد أن يدفع المغتربون الثمن الباهظ
في غضون ذلك، تشير مصادر سياسية متابعة لما يجري على صعيد الأزمة السعودية مع لبنان، إلى أن هجوم جنبلاط لم يأت من عدم، فهو أطلق العنان له، بعد إعلانه عن نفاد صبره تجاه حزب الله بالقول: لقد صبرت عليه كثيراً، أي أن القلوب مليانة ولم يعد يستطيع السكوت، بعد ارتفاع أصوات المقربين من الرياض والخليج من حوله، إلى مطالبته بضرورة اتخاذ خطوات تحمي اللبنانيين العاملين هناك، لأنه يتلقى عشرات الاتصالات يومياً منهم، ومن أهاليهم الموجودين في لبنان، الذي ينقلون هواجسهم من عودة أبنائهم إلى البطالة، في حال تم الاستغناء عن خدماتهم، فيما تبقى دول الخليج المتنفس الوحيد لهم، والتي فتحت أبوابها لهم في ظل الانهيارات التي تتوالى على بلدهم
وتنقل هذه المصادر ان جنبلاط لا يريد العداء مع أحد، لأنه سبق أن أعلن أنه ليس مع محور ضد آخر، وبالتالي ليس في نيته فتح جبهة ضد أي فريق، وقد سبق أن التقى شخصية مقربة من السفارة السعودية في لبنان، طلبت منه تشكيل جبهة إسلامية مسيحية ضد حزب الله وإيران، لكنه رفض، مفضلاً تغليب لغة الحوار، لكن وعلى ما يبدو لم تعد لغة الحوار فاعلة، مع إعلان الوزير قرداحي الرفض المطلق للاعتذار والاستقالة، وذلك بدعم من حزب الله، فكانت عبارة من جنبلاط اعتبر فيها أن حزب الله خرب بيوت اللبنانيين في الخليج، والتي أزعجت الحزب كثيراً بحسب ما لفتت المصادر، إضافة إلى رده على كلام نائب الأمين العام للحزب، الذي وصف جنبلاط كلامه بغير المسؤول والمدمر، لكن حزب الله فضل التزام الصمت حيال تصريح جنبلاط، لأنه يعرف بأن الزعيم الاشتراكي سيعود ويستدير في اتجاهه بعد أيام قليلة
وختمت المصادر المذكورة بسؤال حول إمكانية انضمام الحزب الاشتراكي علناً إلى القوات اللبنانية وتيار المستقبل في مواقفهما الداعمة للسعودية؟ أي أن تتشكل لاحقاً تلك الجبهة الإسلامية المسيحية، فتعاود جمع الحلفاء السابقين
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.