مقابلة جورج قرداحي: ما لم يظهره الإعلام؟

الحرب في اليمن عبثية، جملة قالها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، في مقابلته الشهيرة في الخاس من آب الماضي، كانت كعود الكبريت الذي أشعل فتيل برميل من البارود، وأدت إلى تفجّر العلاقات بين لبنان وعمقه العربي في الخليج

وبغض النظر عن صوابية ما قاله وزير الإعلام من عدمها، ولكن للإنصاف كان لقرداحي خلال المقابلة نفسها، مواقف باتجاه الفريق المناهض للمملكة العربية السعودية في لبنان، توازي أو ربما تفوق ما قاله عن السعودية

في المقابلة الشهيرة، أو ربما، المشؤومة، قال جورج قرداحي أيضاً أنه يتمنى لو يحصل انقلاب عسكري في لبنان، يطيح بجميع مكونات الطبقة السياسية التي عاثت فساداً في الوطن، وأوصلته إلى ما وصل إليه، ويعيد تنظيم الحياة السياسية في البلد، شرط أن يكون هذا الانقلاب قصير الأمد، حيث تعود الديموقراطية من خلال انتخابات حرة ونزيهة وشفافة

بل وأكثر من ذلك، وأيضاً في المقابلة نفسها، طالب قرداحي بأن يوضح السلاح الموجود بيد حزب الله، ضمن إطار الدولة اللبنانية، بعد إيجاد حل له

واعتبر وزير الإعلام أنه لا يجوز أن تكون هناك منظمات مسلحة حزبية أو غير حزبية داخل دولة معينة لأنها تعطل دور الدولة وهذا الذي هو حاصل

ورداً على سؤال مقدمة البرنامج عما إذا كان قرداحي يعتبر سلاح حزب الله مشروع، قال: لا أقول أمر مشروع، وأطالب بإيجاد حل لهذا السلاح، عبر ما يسمى الاستراتيجية الدفاعية، فحزب الله قدم الكثير من التضحيات في مواجهة إسرائيل، وهذه التضحيات يجب أن نضعها في تصرف الدولة

والجدير بالذكر أن المقابلة التي أجريت مع الإعلامي جورج قرداحي، وبثت بعد حصوله على لقب معالي الوزير، تطرح أكثر من علامة استفهام حول توقيت نشرها ولماذا جرى تأخير بثها من الأساس

وعلامة الاستفهام الأكبر، هي تظهير الجملة التي قالها عن الحرب في اليمن، وإهمال باقي المواقف التي صدرت منه، عن لبنان وسلاح حزب الله والطبقة السياسية

الرجل قال قناعته التي من المؤكد أنه لم يكن يعلم أنها ستؤدي إلى ما أدت إليه، فقد ربح البرنامج الذي استضافه، المليون من المشاهدات، فيما هو ينتظر، أن يكون المعني بلامه مسامح كريم